المحفوظات
-
العدد الأول
مجلد 1 عدد 1 (2024)بلا شك، تمثل المجلة العلمية منصة أكاديمية متميزة، مكرسة أساسًا لمتابعة ونشر أحدث التطورات العلمية عبر مختلف مجالات المعرفة. مع الالتزام الصارم بالمعايير العلمية، تركز المجلة على الدقة والابتكار والأصالة. ومن خلال ذلك، تساهم في تشكيل جيل جديد من المنشورات العلمية التي تعطي الأولوية للنهج النوعي في اختيار المحتوى الأكاديمي.
تماشيًا مع هذه المهمة، يقدم هذا العدد خمسة مقالات مختارة بعناية، مستمدة من أعمال المؤتمر الدولي بعنوان "الذكاء الاصطناعي والتنمية المستدامة: الفرص والتحديات"، الذي نظم تحت رعاية الجامعة المذكورة. تفتخر المجلة بمعالجة مواضيع بحثية حالية وملحة لفتت اهتمام العلماء والخبراء على حد سواء. تساهم هذه المساهمات بشكل كبير في تعزيز النقاش حول منظومة التحول الرقمي وتأثيراتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأخلاقية.
في مقدمة هذا العدد يأتي مقال كتبه معالي رئيس جامعة أهومي البريطانية، الأستاذ الدكتور محمد سلمان الشيخ ويس، بعنوان "أقل ما قيل حجة وبعض من تطبيقاتها في أبواب الأسرة والجنايات من كتاب نهاية المطلب في دراية المذهب للإمام الجويني". في هذه الدراسة الرائدة، يقوم الأستاذ ويس بفحص مبدأ مهم في الفقه الشافعي، المعروف بـ"أقل ما قيل حجة"، من خلال اجتهادات إمام الحرمين في مجالات الأسرة والجنايات. يستخدم التحليل منهجًا علميًا رصينًا يجمع بين الفحص النقدي والتحليل المقارن.
المساهمة الثانية، التي كتبها الدكتور صالح داحش علي البنّا، عميد إدارة الجودة والاعتماد الأكاديمي بجامعة أهومي، بعنوان "التخطيط الشخصي للمستقبل". تهدف الدراسة إلى توضيح أهمية التخطيط الشخصي للمستقبل في حياة الفرد المسلم وتبرز تشجيع الإسلام للتخطيط كقيمة حضارية. استخدم الباحث المنهج الوصفي وركز على الدور الحاسم للتخطيط في تنظيم شؤون الحياة، والتغلب على التحديات والصعوبات من خلال مناهج علمية وموضوعية. يُعرف التخطيط كأداة حيوية لمواجهة التحديات المستقبلية، والاستعداد لها، وتجنب العشوائية وعدم التنظيم. اختتمت الدراسة بعدد من النتائج والتوصيات، مؤكدة على أهمية التخطيط الشخصي كعامل رئيسي في التنقل عبر تعقيدات الحياة وتأمين النجاح.
في المقال الثالث، بعنوان "تسخير مفهوم الذكاء الترابي في سياق التحولات التكنولوجية الراهنة"، يتعاون الأستاذ الدكتور جواد دابونو، أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم والتقنيات في المغرب، مع الباحثة سمية حجبي والباحث المدني المعطي. يتناول المقال الأهمية التاريخية للثورات الصناعية في تشكيل التقدم العلمي الذي يحول الهياكل والعقليات. يسلط الضوء على كيفية إدخال الذكاء الاصطناعي نهجًا تحويليًا لمسائل التنمية من خلال منظور الذكاء الترابي، مما يجعله أداة استراتيجية لتثمين الموارد وتعزيز ميزة تنافسية مبنية على الهوية المجالية.
المقال الرابع، الذي كتبته الدكتورة هيام سامي الزعبي من جامعة أهومي البريطانية والدكتور سعد خالد من جامعة الحكمة العالمية، بعنوان "دور الذكاء الاصطناعي في تطوير اقتصاد المعرفة". تستعرض هذه الدراسة الدور المركزي للذكاء الاصطناعي في تشكيل اقتصاد المعرفة، حيث تعتبر المعلومات العملة الأساسية للاقتصاديات المعاصرة. يركز المؤلفون على أهمية الابتكار وتكنولوجيا التواصل واكتساب المعرفة كأدوات حيوية لتحقيق التنمية المستدامة.
المقال الأخير، بعنوان "قياس مدى توظيف الأساتذة والأستاذات لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي"، للباحث حسن إدريسي، يستكشف التطبيق العملي لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في مجال التعليم. يقدم المؤلف مجموعة من الفرضيات حول الاستخدام الحالي لأدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم الثانوي، مستندًا إلى عينة مختارة من المعلمين من خلال استبيان منظم علميًا، مما يؤدي إلى استنتاجات ذات أهمية كبيرة.
في الختام، تتميز المادة العلمية الواردة في هذا العدد بالدقة الأكاديمية والعمق. كل مساهمة متشابكة مع المعرفة التي تتماشى مع الموضوع العام للذكاء الاصطناعي وتقاطعاته مع مجموعة متنوعة من التخصصات العلمية.
مدير التحرير، الأستاذ الدكتور علي بولعلام
-
العدد الصفري
مجلد 1 عدد 1 (2024)بسم الله الرحمن الرحيمأهلاً بكم في المجلة العلمية البحثية SRJ
بين أيديكم اليوم العدد الأول ، وهي مجلة علمية محكمة، تصدر بشكل دوري.
تهدف المجلة إلى توفير عملية مراجعة ونشر سريعة وفعالة للأبحاث والأوراق العلمية وجعلها متاحة لجميع الباحثين والقراء بمجرد نشرها في مجلتنا، وذلك من خلال تقديم محتوى علمي رصين وبمواصفات فنية عالية يرقى بذوق القارئ ويثري معارفه.
وفي هذا العدد، نأخذكم في رحلة عبر أهم الموضوعات التي ستعتبر انطلاقة لمجلتنا، ونقدم لكم باكورة الأعمال .
نأمل أن تنال هذه المجلة إعجابكم، وأن تكون خير رفيق لكم في رحلة البحث عن المعرفة والفائدة.
وإليكم بعض النقاط التي نود التأكيد عليها:
- نحرص على نشر محتوى دقيق وموثوق، ونعتمد على خبراء مختصين في مختلف المجالات.
- نسعى إلى تنوع المحتوى ليشمل مختلف اهتمامات القراء.
- نفتح المجال أمام القراء للمشاركة في كتابة المقالات وإبداء آرائهم.
ختامًا، نُشكر لكم اهتمامكم بـ المجلة العلمية البحثية، ونعدكم ببذل قصارى جهدنا لتقديم محتوى متميز يُلبي احتياجاتكم.
مع تحيات هيئة تحرير المجلة العلمية البحثية
البروفيسور محمد سلمان الشيخ ويس
رئيس هيئة التحرير
30/ابريل/2024
-
العدد الثاني
مجلد 1 عدد 2 (2024)تواصل المجلة العلمية البحثية مسيرتها الأكاديمية برؤية فكرية راسخة، حيث تصدر عددها الثاني مع التركيز على متابعة التطورات الحالية في مختلف المجالات. تهدف المجلة إلى الإسهام في إثراء النقاشات الأكاديمية وتوجيه البحث نحو ربطه بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتكنولوجية. لذلك، يحتوي هذا العدد على أبحاث ودراسات قيمة تسعى، بشكل عام، إلى تطبيق الأطر الرقمية على كل من السياقات النظرية والعملية.
في هذا السياق، تتناول الورقة الرئيسية، التي كتبها الدكتور علي بولاعلام وعنوانها "الجامعة الذكية والمجتمع المعرفي"، التحديات التي يواجهها المجتمع المعرفي فيما يتعلق بالجامعة ضمن سياق التحول الرقمي. تتبع التغيرات اللازمة لإنشاء نظام علمي جديد يعتمد على "أورغانون" جديد (منهجية) مع التركيز الأساسي على هندسة المعرفة الابتكارية. يتضمن ذلك تضمين الأنظمة الذكية في بنية المؤسسات الجامعية وإنشاء نظام تعليم إلكتروني تعاوني يدمج بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي.
في مسعى لتطوير مجال اختبار اللغة العربية، قدمت الدكتورة نسرين الحناش مقاربة شاملة في مقالها بعنوان "الاختبارات والمنصات اللغوية: اختبار إرفان للتمكن اللغوي كنموذج". يسلط المقال الضوء على آليات استخدام المنصات الرقمية لإنشاء اختبارات لغوية فعالة قادرة على تقييم كفاءة المتعلمين في لغتهم الأولى أو الثانية. ويتم ذلك من خلال تقييم المستوى الفعلي للمتعلمين في المهارات اللغوية الأربع: الاستماع، القراءة، التحدث، والكتابة. وتعتمد الدراسة على منصة نوج، وهي منصة لغوية مزودة بالتقنيات اللازمة لوصف اللغة العربية وجعلها مناسبة للاختبارات الرقمية.
وفي إطار توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في البحث الشرعي، تناول الباحثان مريم المرابط، والميلود كعواس آليات تقييم واقع استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي (ChatGPT، Gemini، Quillbot، Qalam) في البحث الشرعي، وتحديد الفرص والتحديات التي تواجه توظيف هذه الأدوات، وتقديم توصيات لتعزيز استخدامها في هذا المجال. وقد اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وجمع البيانات من خلال استبيان شمل 40 طالبا باحثا في سلك الدكتوراه بالدراسات الإسلامية بجامعة محمد الأول بوجدة. وتوصلت الدراسة إلى العديد من النتائج، من أهمها: وجود فجوة كبيرة في الوعي بأهمية توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي وإمكاناتها في البحث الشرعي لدى شريحة هامة من عينة الدراسة، وإحجام نسبة كبيرة عن استخدام هذه الأدوات في أبحاثهم العلمية، رغم الفرص التي توفرها.
في موضوع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT)، قدمت الدكتورة أسماء العلوي ورقة بحثية حول الثورة الهائلة التي تؤثر على جميع جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية وحتى الثقافية. وأكدت أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أصبحت قوة دافعة وراء كل تقدم تكنولوجي. من أكثر المجالات تأثراً هو التعليم العالي، حيث طرحت حقبة المعرفة الرقمية تحديات كبيرة للقطاع، مما دفعه لتجاوز أساليب التعليم التقليدية إلى ما يُعرف الآن بالتعليم الرقمي أو عبر الإنترنت. وقد أظهر هذا التحول، خاصة خلال أوقات الأزمات والأوبئة (مثل COVID-19)، فشل التعليم التقليدي في مواكبة البيئة الإلكترونية السائدة.
في نفس السياق، سلطت دراسة الباحث أحمد قبي الضوء على التحديات العديدة التي تواجه المعالجة التلقائية للغات الطبيعية، وخاصة اللغة العربية، تحت عنوان "المعالجة التلقائية للعربية: دراسة لنظم التعرف التلقائي على الكلام". تهدف المعالجة الطبيعية للغة (NLP) إلى تحليل ومعالجة النصوص على المستويات الصوتية، والصرفية، والنحوية باستخدام الذكاء الاصطناعي. وتزيد الطبيعة الفريدة للغة العربية من تعقيد هذه المهام. وقد تم التركيز على التعرف التلقائي على الكلام، خاصةً للغة العربية، حيث تقع هذه الأبحاث ضمن مجال الذكاء الاصطناعي الذي يسعى لتطوير الآلات لمحاكاة الذكاء البشري في فهم وتحليل ومعالجة اللغة.
في مقاله بعنوان "الفيلم 'الخلايا"، حاول يوسف لوميم تقديم العناصر الفنية للسينما في أبعادها الترفيهية، وكذلك امتداداتها المتعلقة بالإنتاج السينمائي النخبوي. ومن خلال ذلك، أسس مقاربة فكرية لهذا المجال الواعد من خلال تحليل الفيلم "الخلايا" لرابي جوهري.
باختصار، تمثل الموضوعات التي تغطيها هذه القضية موضوعًا أكاديميًا مميزًا يقع ضمن نطاق التحول الرقمي وتجليات وأبعاد الذكاء الاصطناعي ضمن الإطار الأوسع للأنظمة الثقافية العربية.
مدير التحرير: الدكتور علي بولعلام