مجلد 1 عدد 2 (2024): العدد الثاني
تواصل المجلة العلمية البحثية مسيرتها الأكاديمية برؤية فكرية راسخة، حيث تصدر عددها الثاني مع التركيز على متابعة التطورات الحالية في مختلف المجالات. تهدف المجلة إلى الإسهام في إثراء النقاشات الأكاديمية وتوجيه البحث نحو ربطه بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتكنولوجية.
لذلك، يحتوي هذا العدد على أبحاث ودراسات قيمة تسعى، بشكل عام، إلى تطبيق الأطر الرقمية على كل من السياقات النظرية والعملية. في هذا السياق، تتناول الورقة الرئيسية، التي كتبها الدكتور علي بولاعلام وعنوانها "الجامعة الذكية والمجتمع المعرفي"، التحديات التي يواجهها المجتمع المعرفي فيما يتعلق بالجامعة ضمن سياق التحول الرقمي. تتبع التغيرات اللازمة لإنشاء نظام علمي جديد يعتمد على "أورغانون" جديد (منهجية) مع التركيز الأساسي على هندسة المعرفة الابتكارية. يتضمن ذلك تضمين الأنظمة الذكية في بنية المؤسسات الجامعية وإنشاء نظام تعليم إلكتروني تعاوني يدمج بين الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي.
في مسعى لتطوير مجال اختبار اللغة العربية، قدمت الدكتورة نسرين الحناش مقاربة شاملة في مقالها بعنوان "الاختبارات والمنصات اللغوية: اختبار إرفان للتمكن اللغوي كنموذج". يسلط المقال الضوء على آليات استخدام المنصات الرقمية لإنشاء اختبارات لغوية فعالة قادرة على تقييم كفاءة المتعلمين في لغتهم الأولى أو الثانية. ويتم ذلك من خلال تقييم المستوى الفعلي للمتعلمين في المهارات اللغوية الأربع: الاستماع، القراءة، التحدث، والكتابة. وتعتمد الدراسة على منصة نوج، وهي منصة لغوية مزودة بالتقنيات اللازمة لوصف اللغة العربية وجعلها مناسبة للاختبارات الرقمية.
في موضوع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT)، قدمت الدكتورة أسماء العلوي ورقة بحثية حول الثورة الهائلة التي تؤثر على جميع جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية وحتى الثقافية. وأكدت أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أصبحت قوة دافعة وراء كل تقدم تكنولوجي. من أكثر المجالات تأثراً هو التعليم العالي، حيث طرحت حقبة المعرفة الرقمية تحديات كبيرة للقطاع، مما دفعه لتجاوز أساليب التعليم التقليدية إلى ما يُعرف الآن بالتعليم الرقمي أو عبر الإنترنت. وقد أظهر هذا التحول، خاصة خلال أوقات الأزمات والأوبئة (مثل COVID-19)، فشل التعليم التقليدي في مواكبة البيئة الإلكترونية السائدة.
في نفس السياق، سلطت دراسة الباحث أحمد كوبي الضوء على التحديات العديدة التي تواجه المعالجة التلقائية للغات الطبيعية، وخاصة اللغة العربية، تحت عنوان "المعالجة التلقائية للعربية: دراسة لنظم التعرف التلقائي على الكلام". تهدف المعالجة الطبيعية للغة (NLP) إلى تحليل ومعالجة النصوص على المستويات الصوتية، والصرفية، والنحوية باستخدام الذكاء الاصطناعي. وتزيد الطبيعة الفريدة للغة العربية من تعقيد هذه المهام. وقد تم التركيز على التعرف التلقائي على الكلام، خاصةً للغة العربية، حيث تقع هذه الأبحاث ضمن مجال الذكاء الاصطناعي الذي يسعى لتطوير الآلات لمحاكاة الذكاء البشري في فهم وتحليل ومعالجة اللغة.
في مقاله بعنوان "الفيلم 'الخلايا'"، حاول يوسف لوميم تقديم العناصر الفنية للسينما في أبعادها الترفيهية، وكذلك امتداداتها المتعلقة بالإنتاج السينمائي النخبوي. ومن خلال ذلك، أسس مقاربة فكرية لهذا المجال الواعد من خلال تحليل الفيلم "الخلايا" لرابي جوهري. باختصار، تمثل الموضوعات التي تغطيها هذه القضية موضوعًا أكاديميًا مميزًا يقع ضمن نطاق التحول الرقمي وتجليات وأبعاد الذكاء الاصطناعي ضمن الإطار الأوسع للأنظمة الثقافية العربية.
مدير التحرير: الدكتور علي بولعلام