تسخير مفهوم الذكاء الترابي في سياق التحولات التكنولوجية الراهنة

الملخص

من المؤكد بان التحولات التكنولوجية الكبرى تنقلنا من عصر الى عصر وبالتالي تقلب القواعد التي تتحدد من خلالها تنمية الدول والمجالات الترابية، وتغير المفاهيم التي يسخرها الافراد والجماعات لبناء الاستراتيجيات ورسم السياسات وتبادل المعلومات وتكوين المعارف.

وفي وقتنا الراهن، يمكن اعتبار الرقمنة والذكاء الاصطناعي على رأس أهم موجهات الثورة التكنولوجية الحالية والتحول البين-عصري الذي نعيشه.

وتعتبر المجالات الترابية، وخاصة المدن، أهم ميادين تجلي آثار هذه الثورة وكذلك المجال والآلية الرئيسية لاحتواء هذه التحولات واستغلال الفرص الكامنة الهائلة التي تختزنها لتقوية التنافسية وتحقيق التنمية الشاملة.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة في هذا الإطار، ونحاول تقديم مساهمة إزاءه، هو كيف يمكن تسخير وتحيين مبادئ وآليات الذكاء الترابي والمدن الذكية من أجل تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة بمدننا، وكيف يتسنى خلق أساسيات تمكن من توحيد الرؤى وتركيز العمل حول استراتيجيات مبتكرة وسياسات داعمة في ظل التحول التكنولوجي المستمر وحالة اللايقين والأزمات المتلاحقة التي تميز واقعنا ولا يبدو أنها ستخف في المستقبل المنظور، بل ستزيد وتشتد وتتنوع. هذا إلى جانب دخول فاعلين جدد، وابتذال معايير ونماذج سابقة في خضم التغيرات المتسارعة.