واقع توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في مرحلة الثانوي التأهيلي بمديرية ميدلت بالمملكة المغربية

الملخص

    تحاول هذه الدراسة التعرف على واقع توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في مرحلة الثانوي التأهيلي بمديرية ميدلت بالمملكة المغربية، وقد تم الاعتماد في دراسة هذا الموضوع على المنهجين الوصفي التحليلي الذي يعمل على وصف الظاهرة المدروسة، وتحليل أسباب تشكلها، واستخلاص النتائج منها، والمنهج الإحصائي الذي يستخدم أدوات البحث العلمي لجمع المعلومات عن الظاهرة أو المشكلة المدروسة، كما يستثمر الأساليب والطرق الرقمية، في جمع المعلومات الإحصائية حولها والقيام بتحليلها بعد ذلك، ومن ثم تقديم التفسيرات المنطقية للبيانات التي تم جمعها.

    ويتكون مجتمع الدراسة من أساتذة وأستاذات مرحلة الثانوي التأهيلي بمديرية ميدلت بالمغرب، أما العينة التي تم استهدافها فتبلغ حوالي 40 أستاذا وأستاذة، تم استهدافهم باستبيان خاص تم تطويره لهذا الغرض.

    وكانت نتائج الدراسة مبشرة حيث كشفت عن تأييد أفراد عينة الدراسة لاستخدام هذه الأدوات في البيئة التعليمية في الثانويات التأهيلية، واستعدادهم لتوجيه الجهود والموارد اللازمة لتطوير مهاراتهم التقنية والمعرفية في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وإن كان استخدامهم لهذه الأدوات مازال متوسطا بالنظر إلى مجموعة من القيود والإكراهات.

  وبناءً على هذه النتائج، توصي الدراسة بتعزيز التعليم الذاتي للمدرسين والمدرسات عبر تنظيم دورات تكوينية وورشات عمل عن الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتشجيع المدارس الثانوية على تشكيل فرق عمل متخصصة لاستكشاف أحدث التقنيات التعليمية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. كما تدعو إلى تعزيز البحث والتطوير في مجال التعليم بالذكاء الاصطناعي من خلال تمويل المشاريع البحثية، وإطلاق مسابقات وجوائز تحفيزا للابتكار في هذا المجال. كما تؤكد على أهمية تطوير مناهج تعليمية مرنة تتيح للمدرسين تخصيص تجارب التعلم باستخدام التكنولوجيا الذكية، بالإضافة إلى توفير الأدوات والتطبيقات اللازمة والبنية التحتية المناسبة، بما في ذلك القاعات المجهزة وتغطية الإنترنت الملائمة.